فصل النساء عن الرجال في الزيارات العائلية :
الإنسان مدني بطبعه ،واجتماعي بفطرته ، والناس لا بد لهم من أصدقاء ،والأصدقاء لابد لهم من مزاورات .
فإذا كانت الزيارة بين العوائل فلابد من سد منافذ الشر بعدم الاختلاط ،ومن أدلة تحريم الاختلاط قوله تعالى: { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم} الأحزاب /53 .
وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد كثيرة منها :
1. غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده ، في قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً .
2. رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق ، والثوران المحرم للشهوات .
3. ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع ، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك ، أو يغمز هذا زوجة ذاك ، أو يمازحها ويضاحكها والعكس ، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات .
4. الرجل : لماذا ضحكت من كلمة فلان ، وليس في كلامه ما يضحك ؟
5. المرأة : وأنت لماذا غمزت فلانة ؟
6. الرجل : عندما يتكلم هو تفهمين كلامه بسرعة ، وكلامي أنا لا تفهمينه على الإطلاق ؟
7. وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق .
8. يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه ،أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها ،ويقول الرجل في نفسه :فلانة تناقش وتجيب..ثقافتها واسعة، وامرأتي جاهلة ، ما عندها ثقافة .. وتقول المرأة في نفسها : يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق ، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن ، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة .
- تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاء وكذباً ، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته ، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع ، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)رواه البخاري ، الفتح 9/317 .
- ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات ، وآفات اللسان ، وترك الأولاد الصغار في البيوت ( حتى لا تُفسد السهرة بالصياح! ) .